الشركات الناشئة في المنطقة

الشركات الناشئة في المنطقة تواجه التحديات بـ 5 اتجاهات خلال 2023

في حين كان عام 2022 عاماً رائعاً لقطاع الشركات الناشئة في الشرق الأوسط زشمال افريقيا، إلا أن على رواد الأعمال أن يكونوا على دراية بالتحديات الرئيسية التي تواجه الشركات الصغيرة في عام 2023.
شهد عام 2022 أداءً قوياً لمنظومة الشركات الناشئة في منطقةالشرق الأوسط زشمال افريقيا. وذكرت مجلة “فوربس” أن 50 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جمعت تمويلات بقيمة 3.2 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 6.7 في المائة عن عام 2021. وقد تصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الشركات التي حصلت على تمويل، مع 18 شركة ناشئة مثلت 30.1 في المائة من إجمالي التمويل. وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية، حيث تمثل 29.6 في المائة موزعة على 12 شركة.
وجمعت شركة “بيور هارفست سمارت فارمز”، ومقرها الإمارات العربية المتحدة ، وحدها 387 مليون دولار. وكما هو متوقع، واصلت التكنولوجيا المالية هيمنتها مع حصول 21 شركة على تمويلات بقيمة 1.3 مليار دولار.
واحتلت شركة تابي الإماراتية وتمارا السعودية رأس قائمة الأسماء في مجال التكنولوجيا المالية، حيث جمعت تابي 275 مليون دولار وتمارا 216 مليون دولار.
وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ملاذاً لرواد الأعمال مع التزام القيادة الإماراتية بجعل الدولة ذات بنية تحتية أكثر ترابطاً ومستقبلية وعالمية المستوى مع إمكانية الوصول إلى مجموعة مواهب متنوعة مع آليات للتمويل المتاح في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. ورسخت أبو ظبي، على وجه الخصوص، نفسها كمركز عالمي لريادة الأعمال. ويعكس كل تغيير من قبل السلطات والمنظمين الزمن ويسعى إلى حماية الشركات الجديدة من العوامل الخارجية الإقليمية والعالمية.
وقد شهدت صناعة التكنولوجيا العديد من التغييرات في الآونة الأخيرة ويمكن أن ترى المزيد في الأفق – العمل الهجين والميتافيرس هما خير مثال.
ودعونا لا ننسى أن صناعة التكنولوجيا ليست محصنة ضد الرياح الاقتصادية المعاكسة السائدة التي أطاحت بالعديد من الشركات الأخرى عن مسارها.
ومع دخولنا أكثر فأكثر في عام 2023، نستعرض أهم الاتجاهات التي نتوقع أن يكون لها تأثير كبير على منظومة ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

1. أزمة رأس المال
بالنظر إلى التوقعات الاقتصادية، ستشعر الشركات الناشئة بالميل إلى زيادة رأس المال وإدارة إنفاقها بشكل أفضل. ويستلزم ذلك أن تتزامن تكاليفها مع توقعات نمو دقيقة.

وسيحتاج المؤسسون المرنون إلى فهم مدى إمكاناتهم لتحسين ميزانياتهم وخفض التكاليف على الوظائف الجديدة والإنفاق على التسويق ما لم يكن ذلك ضرورياً للنمو. وسيركز المؤسسون أكثر على بناء المنتجات اللزجة التي يحتاجها مستخدموهم من خلال العودة إلى الجوهر، والتركيز أكثر على التكنولوجيا، وتحسين تجربة العميل.

2. التمويل في دائرة التركيز
على الجانب الآخر من أزمة الائتمان، يوجد المستثمرون. ما الذي يدور في أذهانهم؟ بينما لا يزال هناك بعض المضاربين على الارتفاع، لا بد أن تكون حالة عدم اليقين في السنوات الأخيرة قد أدت إلى ظهور الجانب الهبوطي في معظم الأحيان. وفي عام 2023، يمكننا توقع فحص دقيق للتقييمات. سيكون هذا هو الوقت المناسب لكي يُظهر المؤسسون للمستثمرين أكثر من مجرد تقييم متضخم – لصياغة سرد مقنع يشجع على إعادة الاستثمار دون المساس بملكية المؤسسين في شركاتهم.

ليس هناك شك في أن اقتصاديات الوحدات هي من أكثر العوامل المؤثرة التي ينظر إليها المستثمرون عند اتخاذ قرارات الاستثمار.

وسيتعين على المؤسسين هذا العام إثبات جدوى نموذج أعمالهم وكيف سيحققون أرباحاً منه. سيحتاجون إلى تعظيم تكاليف اكتساب العملاء، والقيمة الدائمة، ومعدلات الاستبقاء. وسيفضل المستثمرون الشركات ذات اقتصاديات الوحدات المواتية في وقت مبكر ويسعون إلى الشركات الناشئة التي تفهم بوضوح مقاييسها والأسباب الكامنة وراء أرقامها.

وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب على رواد الأعمال في المراحل الأولى تحقيق هذا الهدف، إلا أنه بامكانهم إنشاء توقعات دقيقة لمقاييسهم المحتملة من خلال إجراء أبحاث السوق وتحليل منافسيهم لتزويد المستثمرين بفهم لإمكانياتهم.

3. الاستدامة في مركز الصدارة
في عام 2023، ستستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف للتغير المناخي (COP28). وسينصب الاهتمام العالمي على الإمارات وقادتها وشركاتها. ومن المتوقع أن تحظى الشركات الناشئة في مجال الاستدامة بقدر كبير من الاهتمام، وستجذب الشركات التي تتمتع بمسار بيئي قوي التمويل من شركات رأس المال الاستثماري الجريء وصناديق رأس المال الاستثماري التي لديها أجندة صفرية صافية خاصة بها.

وأصبحت الاستدامة البيئية بالغة الأهمية للحكومات والمستهلكين والموظفين. وعلى نحو متزايد، يتم سن القوانين واللوائح المتعلقة بالاستدامة في العديد من المناطق. وسيصبح رأس المال الجريء أكثر اهتماماً بالاستثمار في الشركات الناشئة المستدامة لتلبية هذا الطلب وربما الاستفادة من الأسواق والفرص الجديدة.

ومن الممكن أيضاً للشركات الناشئة التي لا تتبع أي معايير مستدامة أن تتغير من خلال فهم تأثيرها البيئي، وتحديد أهداف واضحة، وتنفيذ الممارسات المستدامة للتأثير بشكل إيجابي على البيئة.

4. ضجة أقل، تأثير أكبر على الصناعة
يمكن أن تفشل الشركات الناشئة الممولة تمويلاً جيداً. مثال على ذلك: شركة “اف تي اكس”. توقع أن يكون عام 2023 هو العام الذي يتراجع فيه المستثمرون عن إحداث ضجة كبيرة والتركيز بدلاً من ذلك بصورة أكبر على الصناعات التي يمكنها إحداث تأثير حقيقي. عالم التشفير الذي منح FTX مكانًا ترحيبيًا ليس رهناً بالخوف الوحيد من الضياع. يمكن العثور على إشارات السوق المشوهة في كل مكان. من المرجح الآن أن يتجه المستثمرون إلى الصناعات بدلاً من حكايات الأبطال الفردية. وتعتبر التكنولوجيا المالية فرصة مؤكدة، لكن الشركات الأخرى التي حققت أداءً جيداً في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية الإقليمية هي الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الزراعية، والعقارات، وتكنولوجيا التعليم.

 5. إعادة تمركز الشركات الناشئة الدولية
غالباً ما نتحدث عن البيئة الصديقة للأعمال في الإمارات العربية المتحدة، وتستمر التغييرات في التشريعات لتسهيل الرحلة على الشركات الناشئة. لهذا السبب، أصبحت الإمارات العربية المتحدة أكثر جاذبية كموقع للمقرات العالمية والإقليمية. وقد وضع سوق أبوظبي العالمي لوائح واضحة تدعم الشركات في توسيع شركاتها في اتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك ، تم إنشاء مكتب أبوظبي للمقيمين لمساعدة المقيمين الجدد في الانتقال والاندماج في ثقافة المجتمع الإماراتي. ويقدم المكتب حالياً خدمات ذكية لطلبات التأشيرة الذهبية التي أصبحت جذابة للغاية للمؤسسين.

ولدى المستثمرين فرصة لتوجيه الشركات المملوكة للأجانب من خلال إنشاء متجر في أبوظبي والاستفادة من الحريات المحلية، وبالتالي إثراء مناخ الأعمال الوطني، وتمهيد الطريق للشركات المحلية التي تعمل بنموذج (B2B) للاستفادة من المزيد من العملاء.

نظرة مستقبلية متفائلة
إرشاد الشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة لا مثيل له. تعمل وظائف الدعم هنا على توجيه قادة الأعمال نحو الاتجاهات الصحيحة وجهات الاتصال الصحيحة والبرامج المناسبة. من المهم أن يكون المؤسسون مجهزين بالإعداد والعقلية الصحيحة لتوقع أي تغييرات.

ومع ذلك، هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن عام 2023 سيكون عاماً آخر من النمو والنجاح.
للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا