(من بيع رقائق الذرة وصولًا إلى ٌقيمة سوقية تقدر ب 130 مليار دولار) Airbnb شركة
قصة شركة Airbnb واحدة من أحب قصص الشركات الناشئة إلى قلبي وستعرفون بعد قليل لماذا، وإلى من لا يعرف ما هي Airbnb؛ فهي خدمة تقوم بإتاحة الفرصة لأصحاب المنازل والعقارات بتأجير غرفهم أو منازلهم إلى الغرباء مقابل قدر من المال يتم تحديده مسبقًا من قبل المالك.
وهي خدمة مشهورة جدًا خاصة للسياح أو للمسافرين الذين يريدون بديل أرخص من الفنادق بالإضافة إلى تجربة مختلفة عن تجربة الفنادق الفاترة.
تتواجد Airbnb اليوم في 220 دولة حول العالم، كما أنها تتيح توفير عدد من الغرف والمنازل والفيلات أكثر من مجموع غرف فنادق الهيلتون والماريوت وغيرها من الفنادق الكبرى الست حول العالم.
تكمن عبقرية هذه الشركة هي أنها جاءت في الوقت المناسب -بعد الأزمة العالمية في 2008- بالحل المناسب لمشكلة كبيرة للغاية وهي تردي الأوضاع المادية.
كان بريان تشيسكي وجو جيبيا مؤسسي Airbnb في ذلك الوقت يسكنان في منزل يؤجرانه في سان فرانسيسكو، وعقب قيامها بترك وظيفتهما أدركا أن إيجار منزلهم سيزداد بنسبة 25% الشهر القادم.
هذا كان يعني لهما إنذار بطردهم من المنزل لعدم قدرتهم على دفع هذا المبلغ، ولذا فكر هذان الشابان في طريقة لكي يقومان بجمع المال قبل أن يتم طردهم.
لحسن الحظ كان هناك مؤتمر كبير للمصممين سيقام في سان فرانسيسكو، ولكن كانت جميع الفنادق آنذاك محجوزة، ولهذا السبب قاما بالتفكير في الاستفادة من الوضع عن طريق توفير إقامة بسيطة في منزلهم لبعض الأفراد ممن يودون حضور المؤتمر.
هذه الإقامة المتواضعة كانت عبارة عن مراتب هوائية كانت في خزانتهم مع وجبة إفطار، ولذا أطلقوا موقع Airbeds&Breakfast مع وضع مبلغ يُقدر ب 80 دولار نظير تلك الإقامة.
من هنا جاءتهم الفكرة في توسيع نطاق هذا العمل، ولكن بعد إطلاقهم للمنصة المناسبة لتأجير الغرف وحجزها قد قوبلوا بفشل كبير للغاية… حيث لم يحصلوا إلا على حجز واحد فقط.
ورغم هذا الفشل لم ييأسوا بل وفكروا في إطلاق الموقع مرة أخرى، ولكن بالاعتماد على بطاقات الائتمان الخاصة بهم، وجاءتهم فكرة استغلال مؤتمر سيقيمه باراك أوباما في مدينة دنفر.
حيث كان من المتوقع أن يحضره 100 ألف شخص في حين أن عدد الغرف في هذه المدينة لا تتجاوز الثلاثين ألف، وبهذا استغلوا أزمة التسكين الكبيرة، وهذه المرة قد نجحوا وجذبوا الاهتمام لنفسهم ولشركتهم ليس فقط محليًا بل وعالميًا.
لكن للأسف سرعان ما انطفئت شرارة الانتباه هذه، وعادوا مرة أخرى لنقطة الصفر… خاصة عندما رفض المستثمرين أن يمدوهم بالأموال اللازمة لدفع ديونهم ولتوسيع شركتهم.
لذا اضطروا أمام هذا الصدود إلى أن يصنعوا رقائق للانتخابات الرئاسية في هذا الوقت، ويبيعوا العلبة منها مقابل 40 دولار فقط ليجمعوا 30 ألف دولار، وتكون لديهم السيولة اللازمة للإبقاء على مشروعهم الناشئ.
أمام هذه العزيمة وافق أخيرًا أحد المستثمرين على تمويلهم ليصبحوا اليوم شركة Airbnb المعروفة الناجحة، وقد لاقت وقتها الفكرة إقبالًا كبيرًا لأن الأمريكيين حينها كانوا يريدون بأي شكل من الأشكال أن يزيدوا دخلهم ليستطيعوا التعايش مع تداعيات الأزمة الاقتصادية.
ومع مرور الوقت تم تغيير الاسم القديم من Airbeds&Breakfast إلى الاسم الذي نعرفه Airbnb، وبعد هذا توالت نجاحات الشركة حتى وصلت قيمتها السوقية إلى 100 مليار دولار.